مغارة “كرائين”.. آبدة تركية تحجز مكانها في “التراث العالمي”

زياد شاهين
السياحة في تركيا
زياد شاهين25 يوليو 2018آخر تحديث : الأربعاء 25 يوليو 2018 - 1:04 مساءً
مغارة “كرائين”.. آبدة تركية تحجز مكانها في “التراث العالمي”

تتواصل التحضيرات والاستعدادات في مغارة “كرائين” بولاية أنطاليا جنوب غربي تركيا، لضمها إلى قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” للتراث العالمي.

تعد المغارة من أقدم الأماكن السكنية في منطقة الأناضول، إذ تضم أعمدة طبيعية ضخمة، ورواسب كلسية كبيرة، وكانت تستخدم منذ أقدم العصور مكان للإقامة صمد أمام العوامل الجوية المتغيرة.

وتقع في جبل قاطران بولاية أنطاليا المطلة على البحر المتوسط، وتعتبر واحدة من الأماكن التي تجذب السياح الأجانب، والمحليين إليها على مدار الفصول الأربعة.

وتبعد مغارة “كرائين”، عن مركز الولاية حوالي 27 كيلومترا، وعثر بداخلها خلال أعمال الحفر على نقوش تمثل حيوانات مثل الفيلة وفرس النهر ووحيد القرن.

ويحتاج الزائر لاستخدام مصعد للوصول إلى المغارة، لأنها تقع فوق تلة يبلغ ارتفاعها 400 متر، وتطل على الطريق الدولي الواصل بين ولايتي أنطاليا وبوردور (جنوب).

ولدى دخوله المغارة تستقبله أعمدة طبيعية ورواسب كلسية تشكلت على مدار آلاف السنين.

المغارة اكتشفت عام 1946، من قبل بعثة أثرية يقودها البروفسور التركي إسماعيل قيليتش كوكتان، وبدأت أعمال الحفر فيها عام 1985 ومتواصلة حتى اليوم.

وكلما تعمّقت الفرق في الحفر، ظهرت آثار جديدة تحمل معها معلومات جديدة عن تاريخ الإنسان والطبيعة.

من جانبه، قال هارون طاشقيران، الأستاذ بقسم الآثار بجامعة أنقرة، والمشرف الحالي على أعمال التنقيب، إن المغارة تعد من أقدم المناطق التي سكنها الإنسان القديم.

وأضاف في حديث للأناضول، أن سياحا إيطاليين، قادوا إلى اكتشاف المغارة مطلع القرن العشرين، خلال جولتهم في أنطاليا، وأبدوا حينها اهتماما بنقوش يونانية تزين الجدران الخارجية للمغارة.

وأشار طاشقيران إلى أن عمق المغارة يصل إلى 50 مترا، ولا يمكن لأحد سوى المحترفين في علم الكهوف، الوصول إلى الأماكن الأكثر عمقا داخلها.

وأوضح، أن المغارة استخدمت أول مرة للسكن قبل 500 ألف عام، حيث سكن فيها البشر على مر القرون حتى الفترة الرومانية.

ولفت إلى وجود كتابات على مدخل المغارة حول القرابين، ومكان مخصص لـ”آلهة الجبال” عند الرومان، وأهم ما يميزها هي المؤشرات على أن “الانسان البدائي” سكنها في العصور القديمة.

وأكد طاشقيران أن بقايا آثار “الإنسان البدائي” عثر عليها بتركيا في هذه المغارة فقط دون غيرها من الأماكن.

ومضى قائلا: “بالنظر إلى كل هذه المقومات تعد مغارة كرائين إحدى الأماكن التاريخية المرشحة في تركيا لدخول قائمة منظمة الأمم المتحدة للتراث الثقافي العالمي اليونسكو”.

وأردف: “سبق وأن زار خبراء المنظمة الأممية المغارة، وقاموا بتحديد ما ينقصها لتكون مرشحة لإدراجها في القائمة. ولا ينقصنا حاليا سوى تعديلات بيئية في محيط المغارة، فضلا عن إعادة افتتاح المتحف القديم بالقرب منها”.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.