يثير مسجد “ديفريغي الكبير” ودار الشفاء الملحقة به في ولاية سيواس وسط تركيا، دهشة زواره ويحظى بإعجابهم.
فهو يتميز بجمال عمراني، ما أدى إلى إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
كثير من الأوروبيين يطلقون على المسجد اسم “حمراء الأناضول”، للشبه الكبير بينه وبين “قصر الحمراء”، أحد أهم معالم العمارة الإسلامية في مدينة غرناطة الإسبانية.
يقع المسجد في منطقة ديفريغي، وقد بني في القرن الثالث عشر في عهد الدولة السلجوقية، وهو يحظى بمكانة بارزة من حيث السياحتين الدينية والتاريخية.
يزور المسجد الكثير من السائحين الأتراك والأجانب، حيث يعتبر من أبرز المباني على الطراز العمراني القديم في منطقة الأناضول.
وهو ما يجعل المسجد أثرا لا مثيل له من الناحيتين المعمارية والمعنوية، خاصة بفضل النقوش النفيسة على أحجاره.
وأهم ما يتميز به المسجد، ويثير دهشة كبيرة لدى العلماء والزوار، هو وجود ظل إنسان في وضعية الصلاة وأمامه كتاب، هو القرآن الكريم على الأرجح.
هذا الظل يظهر من تلقاء نفسه على الباب الغربي للمسجد في فترة صلاة العصر.
وبفضل هذه الظاهرة المحيرة، يفضل معظم زوار المسجد التواجد في وقت أذان العصر لمشاهدة ذلك الظل.
** أعمال ترميم
قبل عامين انطلقت أعمال ترميم هي الأوسع في تاريخ المسجد الأثري.
وقال مؤذن المسجد نائل أيان لمراسل الأناضول، إن المسجد يقبع تحت حماية رئاسة الجمهورية التركية.
وأضاف أنه يحتوي على آلاف النقوش تبدو للوهلة الأولى متماثلة، لكن عن قرب يتضح أنها مختلفة تماما، وتوجد رسالة تميز نقوش المسجد، وهي: “الله الأحد”.
وأوضح “أيان” أن مسجد ومستشفى “ديفريغي الكبير” خضعا لعمليات ترميم كثيرة على مر تاريخهما، إلا أن عملية الترميم الراهنة هي الأشمل والأوسع على الإطلاق.
ومضى قائلا إنهم وضعوا سقالة حديدية ضخمة لتغطية المسجد، للحيلولة دون تأثر أعمال الترميم بالعوامل الجوية في الصيف والشتاء.
وتابع أن السقالة مؤقتة، وسيتم إزالتها حين الانتهاء من الترميم.
وأشاد أيان بـ “تفاني العمال خلال أعمال الترميم”.
وأعرب عن أمله باكتمال أعمال الترميم بالشكل الأمثل الذي يستحقه المسجد، بهدف توريثه للأجيال القادمة على أفضل وجه.
وبشأن تاريخ اكتمال الترميم، قال المؤذن التركي إنه “من غير الممكن حاليا تحديد تاريخ دقيق”.
وزاد بأنه سيتم تنظيم وتجميل المنطقة المحيطة بالمسجد بشكل يليق بأهالي وزوار ديفريغي.
وقال “أيان” إن عملية الترميم تسعى إلى إزالة أخطاء وقعت خلال عمليات الترميم السابقة، حتى يسترجع المسجد المكانة المهمة التي يستحقها.
وتابع أن عملية الترميم أدت إلى إغلاق المسجد أمام الزوار في فترات محددة خلال العام الأخير، ما دفعهم إلى إنشاء منصة تتيح للزوار مشاهدة أجزاء من المسجد.
وذكر أن المنصة ستُفتتح بعد أسبوع، وستساعد الزوار على مشاهدة باب التاج، والباب الغربي وباب الجنة في المسجد.
وختم أيان بأنه سيكون بإمكان الزوار زيارة المسجد في ساعات محددة يوميا.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=64189