قال الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) في ختام القمة الرباعية التي انعقدت بمشاركة كلّ من روسيا وألمانيا وفرنسا بإسطنبول إنّ بلاده ستواصل القضاء على ما يهدد أمنها القومي في شرق الفرات، على غرار ما فعلته في غربه، في إشارة منه إلى عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”.
وفي غضون 24 ساعة من تصريحات الرئيس (أردوغان)، استهدفت مدفعيات الجيش التركي مواقع تابعة لميليشيا “الوحدات الكردية” الارهابية في قرية زور مغار التابعة لـ مدينة عين العرب شرق نهر الفرات، شمال سوريا.
وحول الرسالة التي أرادت تركيا أن تبعث بها من خلال استهداف شرق الفرات عقب تصريحات أردوغان؟ والحديث الذي دار بين الرئيس أردوغان ونظيره الأمريكي (ترامب)، ووزير خارجيته (مايك بومبيو) بشأن “الوحدات الكردية” في المنطقة؟ وما إذا كانت العمليات التركيةستتوسع لتشمل مناطق أخرى؟ قال الكاتب والمحلل السياسي (أرسين رام أوغلو) في مقال نشرته صحيفة صباح إنّ مفاد الرسالة التي بعثت بها تركيا من خلال استهدافها شرق الفرات بعد مرور أقل من 24 ساعة على تلميحات الرئيس (أردوغان) بضربها هو “لن نسمح بإقامة دولة كردية في المنطقة، حتى لو كان ذلك على حساب البقاء في مواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية”.
ووفقا للكاتب فإنّ التصريحات التي خرجت بها القمة الرباعية التي انعقدت في إسطنبول، أنهت آمال وأحلام “الوحدات الكردية” في سوريا، مشيرا إلى أنّ الوحدات على الرغم من الدعم الأمريكي لها تعرّضت للهزيمة في عفرين، وكذلك ستتعرض في مناطق أخرى على الرغم من الدعم نفسه.
من جانبه، تساءل الكاتب (محمد أجيت) في مقال نشرته صحيفة 7 الإلكترونية فيما إذا كانت الضربات التي وجهتها القوات التركية ستبقى محصورة في إطار شرق الفرات، أم أنّها ستتوسع لتشمل غيرها من المناطق؟ كاشفاً عن مختصر المكالمة واللقاء اللذين أجراهما (أردوغان) مع (ترامب) ووزير خارجيته (بومبيو).
ووفقا لـ أجيت فإنّ التسريبات تفيد بأنّ الرئيس التركي (أردوغان) قال خلال مكالمة هاتفية لنظيره الأمريكي، وفي لقائه الأخير وجها لوجه مع (بومبيو) “أنتم لن تفعلوا شيئا، ولذلك دعونا نحن نقوم بما يتوجّب علينا فعله”.
وأشار الكاتب إلى أنّه بإمكان تركيا توجيه عملية عسكرية فعالة تقضي من خلالها قضاء تامّا على تواجد “الوحدات الكردية” في شرق الفرات، موضحا أنّ العقبة أمام عملية كهذه هو اعتراض المسؤولين الأمريكان.
وأكّد (أجيت) على أنّ تركيا أثبتت مراراً احتمالية تنفيذها عملية عسكرية في شرق الفرات، وذلك على الرغم من اعتراضات أمريكا، مضيفا “على سبيل المثال العملية العسكرية التي نفّذت في ليلة 23 من نيسان عام 2017، والتي استهدفت من خلالها معبر كارشوك الذي تستخدمه الوحدات للعبور من العراق باتجاه سوريا، والتي شارك فيها حوالي 40 طائرة من طراز إف 16”.
وأضاف بأنّ تركيا ومنذ ما يزيد عن 3 سنوات تعرب عن عزمها باستهداف “الوحدات الكردية” في مدينة تل أبيض، لافتاً إلى أنّ الضغوطات الأمريكية في كل مرة كانت تحول دون تنفيذ ذلك.
وتابع في الإطار نفسه “ولكن في المقابل نعلم بأنّ تأجيل عملية تستهدف مدينة تل أبيض سينتهي في يوم من الأيام، ونعلم بأنّ لدى تركيا إرادة بتنفيذ عملية حيال الوحدات الكردية في تل أبيض على الرغم من اعتراضات أمريكا”.
وذكّر (أجيت) بـ تصريحات الرئيس التركي التي قال فيها “سنزيد المناطق الآمنة في الداخل السوري بما يشتمل على مناطق شرق الفرات أيضا، وسنستمر في مكافحتنا للإرهاب إلى حين القضاء على العناصر الإرهابية التي تستهدف مستقبل سوريا”.
وأردف الكاتب “إنّ ماهية تصريحات الرئيس تفيد بأنّ الضربات التي استهدفت شرق الفرات، لن تبقى محصورة في نطاق ذلك، بل ستستمر لتشمل ما هو أبعد من ذلك بكثير”.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=74326