قال تقرير بعنوان “تركيا والسوريين” أصدره “ديوان المظالم” (مؤسسة حكومية تركية تعنى بتلقي شكاوى المواطنين والعمل على حلها)؛ أنه وحتى في حال انتهت الحرب في سوريا تماماً، فعملية عودة السوريين بالكامل إلى سوريا صعبة، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن نسبة كبيرة من السوريين في تركيا سوف تفضل البقاء.
ووضع التقرير مجموعة من الاقتراحات لتسهيل حياة هؤلاء السوريين، خاصة أنه توقع أن يبلغ عددهم خمسة ملايين بعد عدة سنوات.
التقرير الذي نشره موقع “خبر ترك ” وترجمته “السورية نت“، قال إن عودة السوريين إلى سوريا أمر شديد الصعوبة، ويجب الاستعداد ووضع آليات للتعاطي مع هذا الأمر، خاصة أن نسبة من يعيشون في المخيمات من السوريين لا تتجاوز 7 بالمئة، في حين ينتشر البقية في معظم الولايات التركية.
ويضيف التقرير، قسم من السوريين حصل على الجنسية التركية، وقسم آخر يعيش ويعمل وحتى يستثمر في تركيا، وليس من المعقول ولا المنطقي التفكير أنهم قد يتركون تركيا غداً، خاصة أنه لا يمكن القول أن الأمن ولا الحياة الطبيعية قد تعود لسوريا على المديين القريب ولا المتوسط، وبالنسبة للسوريين، فإن الحصول على مكان آمن للعيش وتربية الأطفال والعمل حتى ولو بدخل منخفض، يجعل من فكرة عودتهم إلى سوريا بعد انتهاء الحرب صعبة جداً.
ويبين التقرير، أنه وفقاً للسجلات الرسمية، ولد في تركيا قرابة 280 ألف طفل سوري، وهي إشارة مهمة إلى رغبة السوريين بالاستقرار في تركيا وتأسيس عائلات وحياة مستقرة، خاصة أن حوالي نصف السوريين وهو عدد مليون وأربعمائة ألف من الأطفال تحت 18 عاماً، ما يجعل من المتوقع أن يزداد عددهم خلال السنوات القادمة ليتجاوز 4 إلى 5 مليون بسهولة.
اقتراحات
قدم التقرير العديد من الاقتراحات لتسهيل اندماج السوريين، والتي تتعلق بتوفير بعض النقاط التي ستساهم في تحسين ظروف حياة السوريين في تركيا، ومن بينها إنشاء إدارة خاصة أو حتى وزارة تهتم بهذا الموضوع، يكون عملها مشتركاً مع مديرية الهجرة والهلال الأحمر التركي، ووكالة الطوارئ التركية “أفاد”.
كذلك اقترح توسيع تعليم اللغة التركية لتحسين التواصل، حيث ركز التقرير على التعاون بين المنظمات والمؤسسات الرسمية التركية والمؤسسات الأهلية وغير الحكومية، بهدف نشر اللغة التركية بين اللاجئين السوريين وتوفير إمكانية تعلمها للجميع، خاصة الذين تجاوزوا عمر المدرسة، ويجب البدء بهذه النوعية من البرامج مباشرة.
كذلك اقترح التقرير إدخال اللغة العربية كلغة ثانية في المواقع الرسمية التركية، ما يعني المساهمة في اندماج السوريين أكثر، وتخفيف الأعباء البيروقراطية عليهم.
كما دعا التقرير إلى بناء مساكن للاجئين بإشراف وكالة “التوكي” التركية، تكون ذات إيجارات رخيصة جداً، وبهذا الشأن، لفت التقرير إلى ضرورة الانتباه لردات الفعل من المجتمع التركي حول هذا الموضوع، حيث يساعد إنشاء أحياء مشتركة من السوريين والاتراك في عملية الاندماج الثقافي، وعدم وجود أحياء ذات طبيعة إثنية، وذلك عبر عملية توزيع المنازل على الأشخاص المستحقين (بالنسبة لوكالة التوكي فتوزيع المنازل يحصل بالقرعة، والتقرير يقترح أن لا يكون هنالك أحياء خاصة فقط بالسوريين ضمن المشاريع التي سوف تبنيها المؤسسة بل دمجهم مع الأتراك).
إخلاء المخيمات
اقترح التقرير كذلك إخلاء المخيمات من اللاجئين السوريين، بسبب التأثيرات السيئة للمخيم على قدرة السوريين على الاندماج مع المجتمع المحيط بهم، وإبقاء هذه المخيمات للأشخاص الذين يحملون مشاكل ما مثل الاشخاص الخطرين ومفتعلي المشاكل الذين لا يعملون.
أما الأشخاص الكبار في السن والأشخاص ذوي المشاكل النفسية والمعاقين، فيرى التقرير أنه بالإمكان إبقائهم في هذه المخيمات بشكل اختياري، لكن يمكن أن يعاد إدماجهم في المجتمع وإخراجهم من المخيمات بعد عملية تجهيز وتهيئة.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=75156