الخبراء قالوا للاناضول:
– تركيا والدول الضامنة تؤكد في كل مناسبة على “التزام الأطراف بوحدة تراب سوريا واستقلالها وسيادتها”
– أنقرة اتخذت خطوات فعّالة من أجل تحييد تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الارهابي
– استمرارية البنية المركزية في سوريا هي عبارة عن كلام وشعارات فقط في الغرب
– “بي كا كا” الإرهابية تزعم منذ أن تم غرسها في هذه المنطقة أنها ستعمل على تقسيم تركيا وسوريا وإيران بشكل ما
– بي كا كا” الإرهابية تسعى لتأسيس دولة قائمة على أساس عرقي
– أنقرة حريصة أكثر من دمشق على وحدة الأراضي السورية
– تركيا لم تغير منذ البداية سياستها المتعلقة بشأن حماية وحدة الأراضي السورية
– داعش و”ي ب ك/ بي كا كا” هما “أكبر عائق أمام وحدة الأراضي السورية”
– تواجد القوات التركية في سوريا والعراق يهدف إلى الحفاظ على وحدة أراضي البلدين
رأى خبراء ومحللون استراتيجيون أتراك، في حوارات مع الأناضول، أن تنظيم “ي ب ك / بي كا كا” الإرهابي يشكل الخطر الأكبر على وحدة تراب سوريا وكيانها السياسي، وأن إصرار تركيا في مكافحة التنظيمات الإرهابية بالمنطقة أدى دورًا كبيرًا في حماية وحدة الأراضي السورية ومنَع “ي ب ك / بي كا كا” من تمزيقها.
وفي كل مناسبة، تؤكّد الدول الضامنة لجهود إيجاد الحل السياسي للنزاع السوري، تركيا وروسيا وإيران، خلال اجتماعاتها في أستانة (كازاخستان) وسوتشي (روسيا) على “التزام الأطراف بوحدة تراب سوريا واستقلالها وسيادتها”.
الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، عبد الله أغار، قال إن تركيا اتخذت خطوات فعّالة من أجل تحييد تنظيم “ي ب ك / بي كا كا” الارهابي.
وأشار أغار إلى أن الحزم الذي أظهرته تركيا بشأن تنفيذ عملية عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا، كسَر إرادة “ي ب ك / بي كا كا” فيما يتعلق بتقويض وحدة الأراضي السورية.
**تبدّد أحلام التنظيم الإرهابي
وقال أغار إن التنظيم عندما كان تحت الحماية الأمريكية كان يفرض على النظام “الفيدرالية والكونفدرالية واللامركزية والإدارة الذاتية والكانتونات”، أمّا الآن فإنه عجز عن ذلك بالمفاوضات الأخيرة، ولم يبق له همّ سوى “احموني من تركيا”.
وأوضح الخبير أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يؤكّد دائمًا على تأييد تركيا لحماية وحدة الأراضي السورية، وأن هذا الأمر جرى التركيز عليه بشكل خاص خلال الاجتماع الذي جرى أمس بين المسؤولين الأتراك والروس في موسكو.
ولفت إلى أن البنية المركزية هي الشرط الأهم لوحدة التراب، وأن تركيا تنظر إلى القضية من هذا الإطار، وروسيا أيضًا كما يبدو متفقة معها.
**أنقرة تنظر إلى سوريا “موحدة”
كما أشار إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار احتمالية اختلاف وجهات نظر روسيا التي هي دولة فيدرالية مع وجهة نظر تركيا التي تنظر إلى القضية بمنظور موحد، فيما يتعلق بمصلحة وحدة التراب والبنية المركزية.
وتابع: “القضية هنا هي عبارة عن تشكيل دويلة من خلال تنظيم ي ب ك / بي كا كا”، مذكّرا بـ”مشروع الشرق الأوسط الكبير”، وأن استمرارية البنية المركزية في سوريا هي عبارة عن كلام وشعارات فقط في الغرب.
وأكّد الخبير التركي أن منظمة “بي كا كا” الإرهابية تزعم منذ أن تم غرسها في هذه المنطقة، إنها ستعمل على تقسيم تركيا وسوريا وإيران بشكل ما، وتأسيس دولة قائمة على أساس عرقي.
وأردف أغار: “هذه ليست فكرة بي كا كا، وإنما فكرة الأطراف التي غرستها في هذا المنطقة (..) لقد ظهر للعيان الدعم السري المقدم إلى ي ب ك / بي كا كا مع ظهور خطر تنظيم داعش”.
ومضى يقول: “أوروبا اليوم تحمي وتموّل وتجهّز وتدير وتوجّه هذه المنظمة الإرهابية الانفصالية، سواء أقرت بذلك أو لم تقر”.
** تركيا أكثر بلد مدرك للتطورات والأهداف بخصوص سوريا
بدوره قال منسق شؤون سوريا في مركز الدراسات الشرق أوسطية (ORSAM)، أويتون أورهان، بالنظر إلى الجهات الفاعلة حاليًا على الساحة السورية والقوى الخارجية ذات التأثير، نلاحظ وجود عنصرين يهددان السلامة الإقليمية والبنية المركزية لسوريا.
وأضاف: “أحد هذين العنصرين هو تنظيم “ي ب ك” الذي يحاول كسب وضع سياسي له في المناطق التي يسيطر عليها، من خلال رفع مطالب الفيدرالية”، مشددًا أن التنظيم المذكور يعتبر من أخطر العناصر التي تهدد وحدة التراب الوطني السوري.
ولفت أورهان، أن الولايات المتحدة تشدد على سلامة التراب الوطني السوري على مستوى الخطاب وحسب، في حين تدعم على الأرض تنظيم “ي ب ك” الإرهابي الذي يرفع راية المطالب الفيدرالية.
وأوضح أن تركيا تعتبر أكثر بلد يدرك أبعاد هذه التطورات وأهداف الدور الأمريكي في سوريا وقد اتخذت خطوات ملموسة لمنع واشنطن من تحقيق مخططاتها في المنطقة.
**أنقرة حريصة أكثر من دمشق على وحدة الأراضي السورية
وأشار المنسق إلى أن تركيا نفذت عمليات عسكرية ضد منظمة “بي كا كا / ي ب ك” الإرهابية، وأن العلاقات التركية مع الولايات المتحدة، الحليف في الناتو، تمر بأزمات خطيرة.
ولفت إلى أن اعتزام تركيا في الآونة الأخيرة، بدء عملية شرق الفرات عجل في صدور قرار انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، ولذلك، نستطيع القول إن تركيا ربما تكون تضطلع بدور أكبر من دور دمشق في ضمان وحدة التراب الوطني السوري.
وأوضح أورهان أن نظام الأسد في دمشق، على وجه الخصوص، يستفيد من الجهود التركية لمنع سيطرة الولايات المتحدة وتنظيم “ي ب ك” الإرهابي على مساحات واسعة شمال شرقي وشرقي سوريا ومنع ظهور كيان سياسي مماثل للكيان الموجود شمالي العراق.
**العمليات العسكرية التركية مؤشرٌ على مدى الجدية
من جهته، قال مدرس الأمن الدولي والإرهاب في أكاديمية الدرك وخفر السواحل التركية، الدكتور سرهاد أركمن، إن تركيا لم تغير منذ البداية سياستها المتعلقة بشأن حماية وحدة الأراضي السورية.
وأضاف أن تركيا حرصت على القيام بدور أكثر فعالية بالتعاون مع روسيا وإيران، وفي إطار المصلحة الثلاثية والمواقف المشتركة، وقال: إن العمليات العسكرية التي نفذتها تركيا في الآونة الأخيرة، مثل درع الفرات وغصن الزيتون، أظهرت جدية الدور التركي.
ولفت أركمن أن بدء عملية لوضع دستور جديد وإنشاء لجنة دستورية في سوريا وانطلاق عملية عسكرية تركية محتملة ضد المنظمات الإرهابية، من شأنه أن يعزز وحدة الأراضي السورية.
وقال: “بعض الدول مثل روسيا وإيران تدرك أهمية الدور الذي تضطلع به تركيا بهدف حماية وحدة التراب الوطني السوري، إلا أن بعض الدول الغربية لا تتوافق مع هذه الرؤية”.
وأشار أن الرأي المهم في هذا الصدد هو رأي دول المنطقة، ومن هنا تبرز أهمية الاجتماعات الثلاثية بين تركيا وروسيا وإيران.
** داعش و”ي ب ك / بي كا كا” أكبر عائق أمام وحدة الأراضي السورية
من جانبه أوضح البروفسور كمال إينات العامل في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي “سيتا”، أن أنقرة تدافع أيضا عن وحدة الأراضي العراقية، مشيرا أن منظمة “بي كا كا” الإرهابية تتبادر إلى الأذهان فور التفكير بالجهة التي تهدد وحدة الأراضي السورية والعراقية.
وتابع إينات قائلا: “للأسف، نرى كيف تتمركز المنظمة الإرهابية في تلك المناطق، مستغلة غياب السلطة، وتحظى بالدعم من حلفائنا وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية، ولهذا السبب نحض تركيا على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي هاتين الدولتين”.
وأكد أن تواجد القوات التركية في سوريا والعراق، يهدف إلى الحفاظ على وحدة أراضي البلدين، لافتا أن هدف العملية التركية المرتقبة في شرق الفرات، هو القضاء على التنظيمات الإرهابية، كما كان في عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون.
وأشار إينات إلى وجود تنظيمات إرهابية مثل داعش و”ي ب ك / بي كا كا” في المنطقة واعتبر هذين التنظيمين “أكبر عائق أمام وحدة الأراضي السورية”.
وأضاف أن تركيا قامت بحماية المناطق التي تم تطهيرها من الإرهابيين في سوريا بالأونة الأخيرة، ولم تنسحب منها مباشرة بعد عملية التطهير.
** ثوابت تركيا ومتناقضات حلفائها
واستطرد في هذا الخصوص: “عندما تتمكن سوريا والعراق من تشكيل حكومات قادرة على توفير الأمن في أراضيها وتستطيع القضاء على التنظيمات الإرهابية التي تشكل خطرا على تركيا، وتعيق تمركزهم في تلك المناطق مجددا، فإنه لن يبق أي سبب لاستمرار تواجد القوات التركية في أراضي هذين البلدين”.
وعن مساعي تركيا الرامية للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وصدى تلك الجهود في العالم، قال إينات: “للأسف لم يفهم حلفاؤنا الأوروبيون مكافحة تركيا ضد الإرهابيين، ولهذا ظلوا بعيدين عن التضامن معها في هذا الخصوص”.
ولفت إلى وجود بعض الدول التي تتيح حرية التجول لعناصر “بي كا كا” الإرهابية، وتسمح بجمع الأموال لصالح المنظمة داخل أراضيها، مشيرا أن هذه الدول تنتقد في الوقت ذاته، عمليات تركيا العسكرية في المنطقة.
وتابع قائلا: “نظام الأسد في سوريا دعم “بي كا كا” الإرهابية في تسعينيات القرن الماضي، وإذا ظل الأسد في الحكم مع أنني أعتقد وجوب عدم حصول ذلك، فإن السياسة التي يتبعها حيال “بي كا كا” ستكون مصدر إزعاج بالنسبة لتركيا”.
** تركيا مدافع شرس عن حرية ووحدة أراضي جارتها الجنوبية
تؤكد تركيا في كافة المحافل، واللقاءات الثنائية، والاجتماعات الخاصة بسوريا، أن أولوياتها في سوريا تتمثل في مكافحة التنظيمات الإرهابية مثل داعش و”ب ي د / ي ب ك / بي كا كا”.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ذلك في خطاب ألقاه مطلع الأسبوع الحالي عندما قال: “المسألة في سوريا ليست مسألة أكراد أو عرب أو تركمان، فالمسألة في سوريا مسألة حرية ووحدة أراضي هذا البلد”.
وأمس السبت قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عقب اجتماع وفدي البلدين بالعاصمة موسكو: “باعتبارنا ضامنين لمسار أستانة، فإننا ندافع عن وحدة تراب سوريا وكيانها السياسي، ونعارض جميع الجهود التي من شأنها الإخلال بهما”.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=82109