تُعتبر تركيا مُصدّراً أساسياً للأسواق العالمية اليوم، إذ تكثر شركات الشحن والتصدير فيها، وتُعتبر ولاية إسطنبول ومرافئها في المراتب الأولى تركياً، لقربها من المصانع وموقعها الجغرافي المميز.
ومع نشاط السوريين المتزايد في البلد الجارة، دخلوا أغلب أنواع التجارة وأسواق العمل، وكان من بينها التصدير والشحن بأنواعه.
موقع “اقتصاد” التقى “محمد ناصيف” الذي أسس وعائلته شركة للشحن والتصدير في ولاية إسطنبول التركية، ومقرها في منطقة أيوب بالقسم الأوروبي من المدينة الاقتصادية.
وقال “ناصيف”: “بدأنا العمل منذ عام 2016 بترخيص رسمي، نتكلم وكل عائلتي اللغة التركية إلى جانب العربية، فنحن من دمشق مولداً ولكن من أصول تركمانية ما ساعدنا جداً في استمرار عملنا، بحكم أن اللغة عامل أساسي في نجاح أي مشروع في تركيا”.
إعلان
وأضاف “ناصيف”: “نُؤمّن في شركة (ناسكو) كافة المنتجات التركية وبأرخص الأسعار بشكل مباشر أو عن طريق الهاتف وذلك بالاعتماد على كادر مميز ومتمكن من السوق ويعرفها بشكل كبير”.
وأوضح: “يترأس تصدرينا الأسبوعي الملابس التركية بكل أنواعها، تليها الموبيليا ومعدات المطاعم، ثم الفرش المنزلي، وتعتبر البضاعة التركية ذات جودة مرتفعة أمام البضائع الصينية مثلاً وإن كان لا يمكن منافستها للسوق الصيني الأضخم عالمياً، ولكن تركيا أقرب للشرق الأوسط وأوروبا، ما يعني تكلفة أسرع ووصول أسرع”.
وباتت الموانئ التركية اليوم تضاهي أبرز الموانئ المطلة على البحر الأبيض المتوسط، نظراً لاهتمام الحكومة التركية بهذا المجال، إضافة إلى المكانة الجغرافية والتاريخية لها.
إعلان
وأردف ” ناصيف”: “نستهدف 3 دول رئيسية اليوم هي فلسطين والأردن والسعودية، ولدينا وكلاء معتمدين في كل منها، ونطمح أن نتوسع لدول أخرى، بالإضافة للشمال السوري”.
وبيّن: “تختلف الضرائب التي تفرضها الحكومة التركية على الصادرات، فضريبة الملابس ٨٪، أما الأواني المنزلية ١٨٪، وأصبحت الموبيليا8%. وقد تأثرنا بأزمة الليرة التركية مقابل الدولار في شهر أغسطس/ آب من العام الحالي، وارتفاع الأسعار، لكن الآن تجاوزنا هذه الأزمة”.
إعلان
وبحسب صندوق النقد الدولي، تُعتبر تركيا من أهم الدول المصدرة للملابس (8.9 مليار دولار)، والمواد الحديدية والفولاذية (5 مليار دولار)، والبلاستيك والمواد البلاستيكية (5 مليار دولار) والمعدات والآلات الكهربائية (7.8 مليار دولار).
وقال “ناصيف”: “نشتري من السوق بالدولار ونبيع كذلك بالدولار، لكن بعض التجار يفضلون استلام المبلغ بالليرة التركية بما يقابلها بالدولار”.
وأكمل لـ “اقتصاد”: “تختلف طرقنا في التصدير والشحن، فالأقل تكلفة والأكثر استخداماً هو الشحن البحري، ويختلف بعدة أنواع بحسب أحجام (حاويات الشحن) المستخدمة، منها 20 قدماً ويصل الوزن الأعظمي فيها لـ 18 طناً، أو 40 قدماً ويصل الوزن الأعظمي فيها 22 طناً. كما يوجد لدينا الشحن الجوي وهو أسرع ولكنه مرتفع السعر، واستخدامه أقل”.
وأضاف: “خدماتنا غير مقتصرة على الشحن، فنحن نستقبل الزبائن أو التجار من المطار، ويرافقهم مترجم طوال فترة إقامتهم في تركيا، يتخلل ذلك زيارات إلى المدن الصناعية الموجودة في إسطنبول أو خارجها، ونحرص دائماً على تقديم أفضل الأسعار مقابل نسب أرباح بسيطة، مع إعادة العميل إلى المطار، وإن حصل اتفاق نساعد في أوراق التخليص الجمركي في بلده لوجود مكاتب أو وكلاء معتمدين لنا فيها”.
وستبلغ صادرات تركيا في العام 2018، نحو170 مليار دولار، في إطار البرنامج الاقتصادي للبلاد، بحسب وزارة التجارة التركية.
وتقدر عدد الشركات السورية التي تأسست في تركيا منذ عام 2013 وحتى عام 2018 بـ 7599 شركة.
وارتفعت عدد الشركات السورية التي تأسست في تركيا خلال العام الجاري 85% مقارنة مع العام 2017، وتعادل 11.8% من إجمالي الشركات الأجنبية، وفق مؤسسة أبحاث السياسات الاقتصادية التركية “تيباف”.
المصدر: عبد الناصر القادري – اقتصاد
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=83466