تجارب جامعيين سوريين في تركيا.. ما بين متاهات تعديل الشهادة، وتحدّي فرصة العمل

Amani Kellawi16 مايو 2019آخر تحديث : الخميس 16 مايو 2019 - 9:04 مساءً
تجارب جامعيين سوريين في تركيا.. ما بين متاهات تعديل الشهادة، وتحدّي فرصة العمل

تركيا بالعربي

تجارب جامعيين سوريين في تركيا.. ما بين متاهات تعديل الشهادة، وتحدّي فرصة العمل

يعيش اللاجئون السوريون الحاصلون على شهادات جامعية في مختلف التخصصات والمستويات “الإجازة، الماجستير، والدكتوراه”، ظروف قهر خاصة في تركيا، إذ أن الكثير منهم يضطر لتعليق شهادته على الجدار والالتحاق بالعمل في المعامل والمصانع والمشاغل بأجور زهيدة ودوام طويل ومرهق من أجل تأمين لقمة العيش. ومنذ مدة تراءى للبعض منهم بريق من الأمل بالاستفادة من هذه الشهادة التي ضيّع سنين من عمره للحصول عليها، وذلك بعد أن أصدرت الحكومة التركية قراراً يسمح للسوري بتعديل شهادته في تركيا.

لكن أصحاب المكاتب المشبوهة، بدورهم، رأوا في ذلك فرصة للكسب على حساب السوري المعتر. فالشاب السوري العامل لا يستطيع الحصول على إجازة طويلة من العمل لإتمام إجراءات التعديل، وبهذا فهو غير قادر على تعديل شهادته بنفسه، لذا يضطر لتوكيل شخص ما أو مكتب ما في أنقرة وغيرها من مدن تركيا، للقيام بدلاً عنه بإجراءات تعديل الشهادة التي تتطلب جهداً ووقتاً.

وهنا يطلب الموكل من صاحب الشهادة المراد تعديلها تسليم أوراق التعديل إلى أنقرة بمبلغ (300) ليرة تركية، بالإضافة لتكاليف الوكالة، مع أن الأوراق جاهزة بالكامل ورسومها مدفوعة في بنك الزراعات التركي (150 ل.ت)، – وهنا يعلق “محمود”، أستاذ سوري في مدارس مؤقتة لتعليم السوريين في تركيا- “كأنه راتب الأستاذ السوري أو حامل الشهادة الجامعية (5000) ليرة تركية، والكل يعلم أن راتب الأستاذ السوري في تركيا (1600) ل.ت، والخريج الجامعي العامل في المعامل والمشاغل والمداجن لا يتجاوز أجره 2000 ليرة تركية في أغلب الحالات”.

ما هي خطوات تعديل الشهادة الجامعية؟
يبدأ تعديل الشهادة – شهادات التعديل (denklik)- أولاً، بتعديل الشهادة الثانوية من مديرية التربية في الولاية المقيم فيها الشخص صاحب الشهادة، ومن ثم تقديم الطلب عبر الموقع الالكتروني.

– طلب التعديل (Başvuru formu) ويتم الحصول عليه من الرابط التالي:

للإطلاع على الرابط اضغط هنا

ومن ثم تؤخذ جميع الأوراق المطلوبة إلى مؤسسة اليوك (yök)- مجلس التعليم العالي التركي- في أنقرة.

والأوراق المطلوبة لتعديل الشهادة الجامعية (الليسانس) هي:

– صورة عن الهوية “الكمليك” أو الإقامة.

– صورة عن جواز السفر وإن لم يوجد فالهوية السورية مترجمة.

– شهادة التخرج الأصلية (الكرتونية)، أو مصدقة التخرج إن لم توجد الأصلية.

– ترجمة شهادة التخرج باللغة التركية مع النوترة “التصديق”.

– كشف العلامات الأصلي.

– كشف العلامات مترجم للغة التركية مع النوترة.

– ورقة الموافقة الرضا (rızaa) موقعة من صاحب العلاقة (تسحب من الموقع ويتم تعبئة البيانات يدوياً).

– ورقة التسجيل مطبوعة بعد ملء “فورم” التسجيل الكترونياً (وهنا يظهر أمر طباعة الطلب على شكل ملف Pdf تتم طباعته لاصطحابه مع الأوراق).

– وصل بقيمة (150) ليرة تركية من “بنك الزراعات = ziraat bankası ” إلى حساب وزارة التعليم.

– الشهادة الثانوية الأصلية معدلة من التربية التركية (ويعد تعديل الشهادة الثانوية شرط أساسي لتعديل الشهادة الجامعية، ولا يمكن تعديلها إلا في ولاية “غازي عنتاب” التركية حصراً لدى مكتب الائتلاف – يتم ختمها من مكتب الحكومة المؤقتة “بالنسبة للسوريين فقط والمقيمين في تركيا “-إما بشكل شخصي أو بإرسال الأوراق عبر بريد PTT”” إلى مكتب التعديل مدفوعة الأجر، وبعدها تؤخذ الشهادة إلى التربية في الولاية المقيم فيها لتعديلها).

وحول الأوراق المطلوبة لتعديل شهادة الماجستير فهي:
– صورة عن الهوية “الكمليك” أو الإقامة.
– صورة عن جواز السفر.
– شهادة الماجستير الكرتونية الأصلية أو مصدقة التخرج.
– شهادة الماجستير مترجمة للغة التركية ومنوترة، “والنوتر = كاتب العدل في تركيا يصادق على الأوراق المترجمة الى اللغة التركية من لغات أخرى لدى المترجمين المحلفين الأتراك”.
– كشف العلامات الأصلي.
– كشف العلامات مترجم ومنوتر.
– ورقة الموافقة تسحب من الموقع وتعبأ يدوياً.
– ورقة تعبئة فورم التسجيل الكترونياً مطبوعة لاصطحابها مع الأوراق.
– ترجمة غلاف رسالة الماجستير وملخص عنه لا يتجاوز الصفحة إلى اللغة التركية ومنوتر.
– الأطروحة كاملة مطبوعة باللغة العربية.
– الأطروحة كاملة ضمن قرص مضغوط CD على شكل ملف pdf أو على فلاشة مع الملخص بالعربي والتركي.
– وصل بقيمة (150) ليرة تركية من “بنك الزراعات” أو PTT”” أو أي بنك آخر لحساب وزارة التعليم.
– شهادة الثانوية المعدلة من التربية التركية.
– شهادة الليسانس الأصلية.
– شهادة الليسانس مترجمة للغة التركية ومنوترة.

ملاحظات هامة

– لا يقبل طلب التعديل إذا لم تتم تعبئة فورم التسجيل على موقع” “E –Devlet”، ولا يقبل إلا من صاحب العلاقة حصراً أو بموجب وكالة يتم الحصول عليها من النوتر.

ويجب وضع كمليك الموكل صاحب الشهادة خلف الوكالة وتختم أيضاً.

– أثناء التسجيل في الجامعات التركية لا يطلب تقديم تعديل الشهادة الثانوية، ولكن في حال تم القبول بإحدى الجامعات وأثناء تثبيت التسجيل يطلب هنا التعديل، وبعض الجامعات لا تعطي مهلة أبداً للطالب حتى يقوم بتعديل شهادته، لذلك ينصح كل الطلاب بتعديل الشهادة الثانوية أثناء فترة التسجيل على الجامعة.

– يسمح اليوم بتعديل شهادة المعهد للمعاهد الرسمية التابعة لوزارة التعليم العالي فقط.

– كثير من السوريين المقدمين على تعديل شهاداتهم وبعد طول انتظار قد وصل إلى سبعة أشهر وأكثر والبعض تجاوز السنة وصلتهم الرسالة التالية: “بسبب الأوضاع الخاصة في بلدكم لم نستطع مراسلة الجامعة التي درستم فيها”. وعند الاستفسار من مجلس التعليم العالي كان ردهم: “هذه الرسالة تصل بصورة تلقائية لكل المتقدمين من سوريا، ولا تعني أنه لن تتم مواصلة التعديل وسيتم تقييم الملف والتحقق منه لاحقاً عبر وسيط، وهذا يأخذ بعض الوقت”.

– يلاحظ أن الشهادات الصادرة عن جامعة حلب في المناطق المحررة لا تعدل، فقط الشهادات الصادرة عن حكومة النظام.

ملاحظة مهمة: التعديل هنا لا يعني إنقاص من حق السوري أو شهاداته، ولكن موضوع تعديل شهادته هو للتأكد من عدم التزوير، حيث يوجد المئات من حالات التزوير للشهادات بمختلف المستويات، وبعضهم يعمل كمدرس في مدارس تعليم السوريين المؤقتة وهم لا علاقة لهم بالعلم ولا بالتدريس وتخصصاته.

وأيضاً حتى الطالب التركي الحاصل على شهادته من خارج تركيا يحتاج لتعديلها في بلده.

– كما أن التعديل يدل على اعتراف الدولة التركية بالشهادة السورية، وهذا يفتح الأمل أمام السوري الحاصل على الجنسية التركية “المجنس” أنه بتعديل شهادته سيفتح له الباب للعمل بشكل نظامي في تركيا وينال حقوقه في العمل كاملة مثله مثل الأتراك، لذا عمل الكثير من الأكاديميين السوريين على تعديل شهاداتهم، ولكن عاد من حصل على التعديل، ليصطدم بالواقع، فلم يجد السوري المجنس فرصة للعمل في تركيا كمنافسة للأتراك أو كمساواة معهم ولا بنسبة ضئيلة، ولكن قد يجد صاحب التعديل فرصة عمل مع أصحاب القطاع الخاص والشركات السورية والعرب والتجار الذين سيجدون به فرصة للاستفادة من شهادته ومن تدني الراتب الذي سيقبل به إضافة إلى تنازله عن كثير من حقوقه وسهولة التواصل معه.

ملاحظة هامة: يوجد في تركيا امتحان اختبار kpss”” ويعني “اختيار الموظفين العموميين = Kamu Personeli Seçme Sınavı” وهو امتحان يخضع له كل خريج تركي أو شخص تركي يرغب في التوظف الحكومي ويشترط أن لا يتجاوز العمر فيه الـ 35سنة، ولا يستطيع التوظف في القطاع العام إلا من يتجاوزه وفق ترتيب النجاح فيه، وهو من الامتحانات الصعبة جداً.

– قد يختلف الأمر بالنسبة لمن يعدل شهادته ويفتتح عملاً خاصاً به كالصيادلة مثلاً، كذلك المدرس يحق له فتح معهد تعليمي، ولكن المعدلين لم يجدوا فرصة للتوظيف في الدوائر والشركات الحكومية التركية ولا الشركات الخاصة التركية ولم يحصلوا على الراتب الذي يحصل عليه التركي حتى اليوم.

آراء بعض الجامعيين السوريين المعدلين لشهاداتهم أو المقدمين على التعديل

“عبد الحكيم”، خريج “علوم طبيعية”، يرى أن الوظيفة في دوائر الدولة صعبة جداً، حتى الأتراك يرسبون في امتحان ال KPSS أو لا يجمعون علامات، “فكيف لنا نحن. للأسف بعد تعديل شهادتي من أصعب الأمور التي واجهتني هي التوظيف، وما علينا إلا العمل الخاص، أما ما يتعلق بالتوظيف فهو إن لم يكن مستحيلاً، فهو صعب لدرجة كبيرة”.

أما “مصعب”، “خريج الفيزياء”، قال حول تجربته: “إن امتحان ال KPSS صعب جداً، أنا شخصياً غسلت يدي من التوظيف بالطريقة الحالية، إلا أن يكون لنا وضع استثنائي، أخشى أن نجد أنفسنا مع الوقت بلا عمل لكن أملنا بالله كبير هو الرزاق”.

“عبد الكريم”، “اختصاص شريعة”، وحاصل على تعديل شهادته في تركيا التي استغرقت مدة تعديلها سنة وشهر يقول عن تجربته:
“بعد تعديل شهادتي قدمت لدى وقف الديانات التركي ” “müftülük diyanet vakıf ولكنهم أخبروني أنني بحاجة لتقديم فحص “KPSS” ، ومن ثم قدمت إلى مدارس إمام خطيب – وهي مدارس شرعية في تركية، تدرس فيها مواد القرآن والفقه وبعض المواد بالعربية- فطلبوا مني الانتظار لربما توفر لديهم شاغر ولم يتثنى لي حتى اليوم العمل بشهادتي ولا حتى كإمام، وقال لي بعض جيراني من الأتراك أنه علي تغيير منطقتي والبحث عن منطقة لديها شاغر للعمل كإمام”.

“محمد” الحاصل على الجنسية التركية والمقدم على تعديل شهادته يقول: “تخرجت من كلية الهندسة المدنية منذ ثلاث سنوات ولجأت إلى تركيا، وليس لدي خبرة عملية أبداً في مجال دراستي فكيف لي أن أجد عملاً، لم أترك موقعاً من مواقع البحث عن عمل في تركيا إلا وقدمت عليه ولكنهم يطلبون خبرة فكيف للخريجين الجدد مثلي أن يعملوا في تركيا في مجال دراستهم”.

أما “مصطفى” الذي فقد الأمل بالعمل بشهادته في تركيا وبعد حصوله على الجنسية التركية بات يتطلع للعمل في إحدى دول الخليج. يقول: “بدأت أبحث في النت عن وظائف في الخليج لعل وعسى (بالآخر تظبط معي). متوكلين على رب العالمين”.

“أمير” يجد أنه لا تمييز في موضوع تعديل الشهادة بين سوري وغيره، وكل ماهنالك أن الحكومة تريد التأكد من صحة الشهادة أصلاً، “فهم جنسونا من أجل الاستفادة من علمنا”.

وكذلك “إبراهيم” يقول: “بعد حصولي على الجنسية التركية ومن ثم تعديل شهادتي واجتيازي امتحان التعديل، زاد أملي بالتوظيف في الدوائر الحكومية التركية وسأحضر نفسي لامتحان التوظيف””KPSS الذي سيقام بشهر تموز، فما زال عمري يفتح المجال أمامي للتوظيف في تركيا خلافاً لمن تجاوز الـ 35 عاماً، فلا يحق لهم التوظيف”.

وأخيراً

ربما يمثّل “صلاح الدين” أغلب الأكاديميين السوريين، الذي قال بحرقة: “نعم الآن.. فقط الآن.. تستطيع أيها الأكاديمي السوري أن (تبروظها) لشهادتك وتعلقها على الحائط وتفخر بها، وبالفوتة وبالطلعة، وأنت قادم من الورشة”.

المصدر: زمان الوصل / اقتصاد

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.