أفادت مصادر من المعارضة السورية لـ»القدس العربي» بوجود معلومات أولية تشير إلى توسط أنقرة لدى واشنطن من أجل نزع فتيل الضربة الأمريكية وذلك في اطار المساعي لتسوية الأزمة وتفادي الاصطدام بين واشطن وموسكو على الأراضي السوري، مقابل تخلي روسيا عن بشار الأسد.
وفي هذا الصدد قال العقيد فاتح حسون، رئيس اللجنة العسكرية في وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات أستانة، لـ»القدس العربي» إنه، «نظراً للدور الكبير الذي تلعبه تركيا في المنطقة كلها، وللعلاقات التي تربطها مع أمريكا والدول المتحالفة معها لتنفيذ الضربة من جهة وبين روسيا وإيران من جهة أخرى، إضافة للثقة الكاملة التي تتمتع بها من قبل قوى الثورة السورية ومؤسساتها، جعلها تأخذ دور الوسيط بين جميع الأطراف تفادياً لاشتعال فتيل حرب عالمية ثالثة بسبب احتمالية المواجهة العسكرية المباشرة ما بين أمريكا وروسيا، على خلفية الجرائم التي ارتكبها نظام بشار الاسد ولم يكن آخرها مجزرة الكيميائي في دوما».
وأشـار إلى ان تركيا تسـتطيع تـحقيق استقرار في العالم أجمع من خلال طرحها تخـلي الروس عن الاسـد ونظـامه، حسـب المتحدث، وهذا ما أشار اليه وزير الخارجية التركي، في كلمة له إنه «بات من الضروري إبعاد نظام الأسد عن هرم السلطة في سوريا» وأضاف جاويش أوغـلو أن «الأـسد قتل مليون مواطن سوري بالأسلحة التقليدية والكيميائي ويجب تنحيته عن سلطة البلاد بسرعة، والانتقال إلى مرحلة الحل السياسي».
وامام هذه التصريحات قال العقيد حسون «نحن لا ننظر لهذا الدور الذي يمكن أن تلعبه تركيا إلا بثقة ودعم، فبالمحصلة هدفنا تغيير النظام وتقديم المجرم بشار للمحاكمة العادلة، والانطلاق نحو بناء دولة مدنية تسودها الحرية والعدالة».
وقال المتابع للشأن السوري والمحلل السياسي جلال سلمي إن الرئيس التركي يهاتف ترامب ويتحدث عن لقاء مرتقب مع بوتين، على ما يبدو ان اردوغان يحاول التوسط بين الطرفين، وإن نجحت هذه الخطوة، فالنجاح هو لتركيا والدول الغربية، والخاسر روسيا وإيران والنظام. مشيراً إلى ان السعودية تُريد أي ضربة أمريكية تحد من النفوذ الإيراني في سوريا، ولكن بتخفيف حدة هذه الضربة قد يتم الاتفاق على تخفيف نفوذ إيران ولكن ليس بالشكل الذي تريده الدول الخليجية. وقال سلمي لـ»القدس العربي» ان تركيا تحاول تنسيق المواقف، وتهدئة الأمور للاستفادة منها.
من جهة أخرى، أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، ان رئيسي الولايات المتحدة وفرنسا يهددان برد فعل قاسٍ، باستخدام القوة ضد سوريا. وقالت، «أود أن أشير إلى أن التهديد باستخدام القوة ضد دولة عضو في الأمم المتحدة هو انتهاك صارخ لميثاق هذه المنظمة».
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=49777